كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ويستطرد السياق في استعراض دلائل القدرة في مشاهد الكون المعروضة للناس في كل حين:
{ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير}.
ونزول الماء من السماء، ورؤية الأرض بعده مخضرة بين عشية وصباح.. ظاهرة واقعة مكرورة. قد تذهب الألفة بجدتها في النفوس. فأما حين يتفتح الحس الشاعر، فإن هذا المشهد في الأرض يستجيش في القلب شتى المشاعر والأحساسيس. وإن القلب ليحس أحيانًا أن هذا النبت الصغير الطالع من سواد الطين، بخضرته وغضارته، أطفال صغار تبسم في غرارة لهذا الوجود الشائق البهيج، وتكاد من فرحتها بالنور تطير!
والذي يحس على هذا النحو يستطيع أن يدرك ما في التعقيب بقوله: {إن الله لطيف خبير}.. من لطف وعمق ومشاكلة للون هذا الإحساس، ولحقيقة ذلك المشهد وطبيعته. فمن اللطف الإلهي ذلك الدبيب اللطيف. دبيب النبتة الصغيرة من جوف الثرى، وهي نحيلة ضئيلة، ويد القدرة تمدها في الهواء، وتمدها بالشوق إلى الارتفاع على جاذبية الأرض وثقلة الطين.. وبالخبرة الإلهية يتم تدبير الأمر في إنزال الماء بقدر في الوقت المناسب وبالقدر المطلوب ويتم امتزاج الماء بالتربة، وبخلايا النبات الحية المتطلعة إلى الانطلاق والنور!
والماء ينزل من سماء الله إلى أرضه، فينشيء فيها الحياة، ويوفر فيها الغذاء والثراء.. والله المالك لما في السماء والأرض، غني عما في السماء والأرض. وهو يرزق الأحياء بالماء والنبات، وهو الغني عنهم وعما يرزقون: {إن الله لهو الغني الحميد}.
فما به سبحانه من حاجة إلى من في السماء والأرض، أو ما في السماء والأرض فهو الغني عن الجميع.. وهو المحمود على آلائه، المشكور على نعمائه، المستحق للحمد من الجميع.
ويستطرد السياق مرة أخرى إلى استعراض دلائل القدرة المعروضة للناس في كل حين:
{ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم}..
وفي هذه الأرض كم من قوة وكم من ثروة سخرها الله لهذا الإنسان؛ وهو غافل عن يد الله ونعمته التي يتقلب فيها بالليل والنهار!
لقد سخر الله ما في الأرض لهذا الإنسان، فجعل نواميسها موافقة لفطرته وطاقاته. ولو اختلفت فطرة الإنسان وتركيبه عن نواميس هذه الأرض ما استطاع الحياة عليها، فضلًا على الانتفاع بها وبما فيها.. لو اختلف تركيبه الجسدي عن الدرجة التي يحتمل فيها جو هذه الأرض، واستنشاق هوائها، والتغذي بطعامها والارتواء بمائها لما عاش لحظة. ولو اختلفت كثافة بدنه أو كثافة الأرض عما هي عليه ما استقرت قدماه على الأرض، ولطار في الهواء أو غاص في الثرى.. ولو خلا وجه هذه الأرض من الهواء أو كان هذا الهواء أكثف مما هو أو أخف لاختنق هذا الإنسان أو لعجز عن استنشاق الهواء مادة الحياة! فتوافق نواميس هذه الأرض وفطرة هذا الإنسان هو الذي سخر الأرض وما فيها لهذا الإنسان. وهو من أمر الله.
ولقد سخر الله له ما في الأرض مما وهبه من طاقات وإدراكات صالحة لاستغلال ثروات هذه الأرض، وما أودعه الله إياها من ثروات وطاقات ظاهرة وكامنة؛ يكشف منها الإنسان واحدة بعد واحدة وكلما احتاج إلى ثروة جديدة فض كنوزًا جديدة. وكلما خشي أن ينفذ رصيده من تلك الَكِنوز تكشف له منها رصيد جديد.. وها هو ذا اليوم لم يستنفذ بعد ثروة البترول وسائر الفلزات ثم فتح له كنز الطاقة الذرية والطاقة الإيدروجينية. وإن يكن بعد كالطفل يعبث بالنار فيحرق نفسه بها ويحرق سواه. إلا حين يهتدي بمنهج الله في الحياة، فيوجه طاقاتها وثرواتها إلى العمران والبناء، ويقوم بالخلافة في الأرض كما أرادها الله!
{والفلك تجري في البحر بأمره}.. فهو الذي خلق النواميس التي تسح بجريان الفلك في البحر. وعلم الإنسان كيف يهتدي إلى هذه النواميس، فيسخرها لمصلحته وينتفع بها هذا الانتفاع. ولو اختلفت طبيعة البحر أو طبيعة الفلك. أو لو اختلفت مدارك هذا الإنسان.. ما كان شيء من هذا الذي كان!
{ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه}.. وهو الذي خلق الكون وفق هذا النظام الذي اختاره له؛ وحكم فيه تلك النواميس التي تظل بها النجوم والكواكب مرفوعة متباعدة، لا تسقط ولا يصدم بعضها بعضًا..
وكل تفسير فلكي للنظام الكوني ما يزيد على أنه محاولة لتفسير الناموس المنظم للوضع القائم الذي أنشأه خالق هذا النظام. وإن كان بعضهم ينسى هذه الحقيقة الواضحة، فيخيل إليه أنه حين يفسر النظام الكوني ينفي يد القدرة عن هذا الكون ويستبعد آثارها! وهذا وهم عجيب وانحراف في التفكير غريب. فإن الاهتداء إلى تفسير القانون على فرض صحته والنظريات الفلكية ليست سوى فروض مدروسة لتفسير الظواهر الكونية تصح أو لا تصح، وتثبت اليوم وتبطل غدًا بفرض جديد لا ينفي وجود واضع القانون. وأثره في إعمال هذا القانون..
والله سبحانه {يمسك السماء أن تقع على الأرض} بفعل ذلك الناموس الذي يعمل فيها وهو من صنعه. {إلا بإذنه} وذلك يوم يعطل الناموس الذي يُعمله لحكمة ويعطله كذلك لحكمة.
وينتهي السياق في استعراض دلائل القدرة ودقة الناموس بالانتقال من الكون إلى النفس؛ وعرض سنن الحياة والموت في عالم الإنسان:
{وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور}..
والحياة الأولى معجزة، تتجدد في كل حياة تنشأ آناء الليل وأطراف النهار. وسرها اللطيف ما يزال غيبًا يحار العقل البشري في تصور كنهه.. وفيه مجال فسيح للتأمل والتدبر..
والموت سر آخر يعجز العقل البشري عن تصور كنهه، وهو يتم في لحظة خاطفة، والمسافة بين طبيعة الموت وطبيعة الحياة مسافة عريضة ضخمة.. وفيه مجال فسيح للتأمل والتدبر..
والحياة بعد الموت وهي غيب من الغيب، ولَكِن دليله حاضر من النشأة الأولى.. وفيه مجال كذلك للتأمل والتدبر..
ولَكِن هذا الإنسان لا يتأمل ولا يتدبر هذه الدلائل والأسرار: {إن الإنسان لكفور}..
والسياق يستعرض هذه الدلائل كلها، ويوجه القلوب إليها في معرض التوكيد لنصرة الله لمن يقع عليه البغي وهو يرد عن نفسه العدوان. وذلك على طريقة القران في استخدام المشاهد الكونية لاستجاشة القلوب، وفي ربط سنن الحق والعدل في الخلق بسنن ونواميس الوجود..
وحين يصل السياق إلى هذا المقطع من عرض دلائل القدرة في مشاهد الكون الكبرى يتوجه بالخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمضي في طريقه، غير ملتفت إلى المشركين وجدالهم له؛ فلا يمكنهم من نزاعه في منهجه الذي اختاره الله له، وكلفه تبليغه وسلوكه.
{لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير}..
إن لكل أمة منهجًا وطريقة في الحياة والتفكير والاعتقاد. هذا المنهج خاضع لسنن الله في تصريف الطبائع والقلوب وفق المؤثرات والاستجابات. وهي سنن ثابته مطردة دقيقة. فالأمة التي تفتح قلوبها لدواعي الهدى ودلائله في الكون والنفس هي أمة مهتدية إلى الله بالاهتداء إلى نواميسه المؤدية إلى معرفته وطاعته. والأمة التي تغلق قلوبها دون تلك الدواعي والدلائل أمة ضالة تزداد ضلالًا كلما زادت اعراضًا عن الهدى ودواعيه..
وهكذا جعل الله لكل أمة منسكًا هم ناسكوه، ومنهجًا هم سالكوه.. فلا داعي إذن لأن يشغل الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بمجادلة المشركين، وهم يصدون أنفسهم عن منسك الهدى، ويمعنون في منسك الضلال. والله يأمره ألا يدع لهم فرصة لينازعوه أمره، ويجادلوه في منهجه. كما يأمره أن يمضي على منهجه لا يتلفت ولا ينشغل بجدل المجادلين. فهو منهج مستقيم: {وادع ربك إنك لعلى هدى مستقيم}..
فليطمئن إذن على استقامة منهجه. واستقامته هو على الهدى في الطريق: فإن تعرض القوم لجداله فليختصر القول. فلا ضرورة لإضاعة الوقت والجهد:
{وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون}.
فإنما يجدي الجدل مع القلوب المستعدة للهدى التي تطلب المعرفة وتبحث حقيقة عن الدليل. لا مع القلوب المصرة على الضلال المكابرة التي لا تحفل كل هذا الحشد من الدواعي والدلائل في الأنفس والآفاق وهي كثيرة معروضة للأنظار والقلوب.. فليكلهم إلى الله. فهو الذي يحكم بين المناسك والمناهج وأتباعها الحكم الفاصل الأخير:
{والله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون}..
وهو الحكم الذي لا يجادل فيه أحد، لأنه لا جدال في ذلك اليوم، ولا نزاع في الحكم الأخير!
والله يحكم بعلم كامل، لا يند عنه سبب ولا دليل، ولا تخفى عليه خافية في العمل والشعور. وهو الذي يعلم ما في السماء والأرض كله؛ ومن ضمنه عملهم ونياتهم وهو بها محيط:
{الم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير}. وعلم الله الكامل الدقيق لا يخفى عليه شيء في السماء ولا في الأرض، ولا يتأثر بالمؤثرات التي تنسى وتمحو. فهو كتاب يضم علم كل شيء ويحتويه.
وإن العقل البشري ليصيبه الكلال، وهو يتأمل مجرد تامل بعض ما في السماء والأرض، ويتصور إحاطة علم الله بكل هذا الحشد من الأشياء والأشخاص، والأعمال والنيات والخواطر والحركات، في عالم المنظور وعالم الضمير.
ولَكِن هذا كله، بالقياس إلى قدرة الله وعلمه شيء يسير: {إن ذلك على الله يسير}.. وبعد أن يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم ألا يدع للمشركين فرصة لمنازعته في منهجه المستقيم، يكشف عما في منهج المشركين من عوج، وعما فيه من ضعف، وعما فيه من جهل وظلم للحق؛ ويقرر أنهم محرومون من عونه تعالى ونصرته. وهم بذلك محرومون من النصير:
{ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانًا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير}.
وما لوضع ولا لشرع من قوة إلا أن يستمد قوته من الله. فما لم ينزل به الله من عنده قوة، هو ضعيف هزيل، خلو من عنصر القوة الأصيل.
وهؤلاء إنما يعبدون آلهة من الأصنام والأوثان، أو من الناس أو الشيطان.. وهذه كلها لم ينزل الله بها قوة من عنده، فهي محرومة من القوة. وهم لا يعبدونها عن علم ولا دليل يقتنعون به، إنما هو الوهم والخرافة. وما لهم من نصير يلجأون إليه وقد حرموا من نصرة الله العزيز القدير.
وأعجب شيء أنهم وهم يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانًا، وما ليس لهم به علم. لا يستمعون لدعوة الحق، ولا يتلقون الحديث عنها بالقبول. إنما تأخذهم العزة بالإثم، ويكادون يبطشون بمن يتلون عليهم كلام الله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا}..
إنهم لا يناهضون الحجة بالحجة، ولا يقرعون الدليل بالدليل إنما هم يلجأون إلى العنف والبطش عندما تعوزهم الحجة ويخذلهم الدليل. وذلك شأن الطغاة دائماَ يشتجر في نفوسهم العتو، وتهيج فيهم روح البطش، ولا يستمعون إلى كلمة الحق لأنهم يدركون أن ليس لهم ما يدفعون به هذه الكلمة إلا العنف الغليظ!
ومن ثم يواجههم القرآن الكريم بالتهديد والوعيد: {قل أفأنبئكم بشر من ذلكم} بشر من ذلكم المنكر الذي تنطوون عليه، ومن ذلك البطش الذي تهمون به.. {النار}.. وهي الرد المناسب للبطش والمنكر {وبئس المصير}..
ثم يعلن في الآفاق، على الناس جميعًا، إعلانًا مدويًّا عامًا.. يعلن عن ضعف الآلهة المدعاة؛ الآلهة كلها التي يتخذها الناس من دون الله. ومن بينها تلك الآلهة التي يستنصر بها أولئك الظالمون، ويركن إليها أولئك الغاشمون. يعلن عن هذا الضعف في صورة مثل معروض للأسماع والأبصار، مصور في مشهد شاخص متحرك، تتملاه العيون والقلوب.. مشهد يرسم الضعف المزري ويمثله أبرع تمثيل:
{يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئًا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب}..
إنه النداء العام، والنفير البعيد الصدى: {يا أيها الناس}.. فإذا تجمع الناس على النداء أعلنوا أنهم أمام مثل عام يضرب، لا حالة ولا مناسبة حاضرة: {ضرب مثل فاستمعوا له}.. هذا المثل يضع قاعدة، ويقرر حقيقة. {إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له}.. كل من تدعون من دون الله من آلهة مدعاة. من أصنام وأوثان، ومن أشخاص وقيم وأوضاع، تستنصرون بها من دون الله، وتستعينون بقوتها وتطلبون منها النصر والجاه.. كلهم {لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا به}.. والذباب صغير حقير؛ ولَكِن هؤلاء الذين يدعونهم آلهة لا يقدرون ولو اجتمعوا وتساندوا على خلق هذا الذباب الصغير الحقير!
وخلق الذباب مستحيل كخلق الجمل والفيل. لأن الذباب يحتوي على ذلك السر المعجز سر الحياة. فيستوي في استحالة خلقه مع الجمل والفيل.. ولَكِن الأسلوب القرآني المعجز يختار الذباب الصغير الحقير لأن العجز عن خلقه يلقي في الحس ظل الضعف أكثر مما يلقيه العجز عن خلق الجمل والفيل! دون أن يخل هذا بالحقيقة في التعبير. وهذا من بدائع الأسلوب القرآني العجيب!
ثم يخطو خطوة أوسع في إبراز الضعف المزري: {وإن يسلبهم الذباب شيئًا لا يستنقذوه منه}.. والآلهة المدعاة لا تملك استنقاذ شيء من الذباب حين يسلبها إياه. سواء كانت أصنامًا أو أوثانًا أو أشخاصًا! وكم من عزيز يسلبه الذباب من الناس فلا يملكون رده. وقد اختير الذباب بالذات وهو ضعيف حقير. وهو في الوقت ذاته يحمل أخطر الأمراض ويسلب أغلى النفائس: يسلب العيون والجوارح، وقد يسلب الحياة والأرواح.. إنه يحمل ميكروب السل والتيفود والدوسنتاريا والرمد.. ويسلب ما لا سبيل إلى استنقاذه وهو الضعيف الحقير!.
وهذه حقيقة أخرى كذلك يستخدمها الأسلوب القرآني المعجز.. ولو قال: وإن تسلبهم السباع شيئًا لا يستنقذوه منها.. لأوحى ذلك بالقوة بدل الضعف. والسباع لا تسلب شيئًا أعظم مما يسلبه الذباب! ولَكِنه الأسلوب القرآني العجيب!
ويختم ذلك المثل المصور الموحي بهذا التعقيب: {ضعف الطالب والمطلوب}. ليقرر ما ألقاه المثل من ظلال، وما أوحى به إلى المشاعر والقلوب!
وفي أنسب الظروف.. والمشاعر تفيض بالزراية والاحتقار لضعف الآلهة المدعاة يندد بسوء تقديرهم لله، ويعرض قوة الله الحق الحقيق بأنه إله:
{ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز}..
ما قدروا الله حق قدره، وهم يشركون به تلك الآلهة الكليلة العاجزة التي لا تخلق ذبابًا ولو تجمعت له. بل لا تستنقذ ما يسلبها الذباب إياه!
ما قدروا الله حق قدره، وهم يرون آثار قدرته، وبدائع مخلوقاته، ثم يشركون به من لا يستطيعون خلق الذباب الحقير!